العرض في الرئيسةفضاء حر

احتفال الجياع .. قراءة من زاوية اخرى

يمنات

جلال حنداد

الجماهير التي احتشدت اليوم في ميداني السبعين و الكلية الحربية .. لا يمكن القول ان المال و الجهل هما وحدهما وراء تلك الجموع الغفيرة. رغم ان هذا المعطيان كان لها دور كبير في التحشيد .. ان ثمة قراءة اخرى يجب استخلاصها من وراء هذا الحشد، و هي ان صالح و الحوثي قد تمكنا معا من جر الكتلة المجتمعية الشمالية بما هي من فلاحين و جياع و مشائخ و رعاع ايضا الى اتون الصراع الاحترابي الدائر، و اصبحا بعد الزج بهذه الكتلة في الصراع يستقويان بها على كل الفرقاء السياسيين.

ان تحشيد كل هذه الاعداد الغفيرة دون ان يكون وراء ذلك التحشيد قضية او موضوعا يتمثل و يخدم معاناة الجياع و يوقف معاناتهم و يتبطن اشارات ايجابية لاستعادة ادوات الدولة و تفعيلها ضمن مشروع وطني كبير، و يدفع منطقيا هذه الاعداد للحضور، و انما كان جوهر الفعالية و هدفها الحقيقي هو تعزيز قدرات منظموها و استعراض عضلاتهم امام الداخل و الخارج.

كل ذلك يؤكد أن مجتمع الشمال قد انزلق بكل ما هو كتلة سكانية مسلحة في الصراع، و اصبح احد ادوات الحرب الدائرة. انها نفس الانتهازية السياسية و القبح الخبيث، الذي تمارسه السعودية عبر ادواتها و عبر اطراف سلطة هادي السياسية و منظومة الجماعات الارهابية في اليمن في جر المجتمع في الجنوب و تعز الى بوتقة الحرب وصولا الى اشعال حرب مجتمعية اهلية.

انها نفس القذارة السياسية يمارسها الجميع بحق هذا الشعب الذي يفتك به الجوع و تنهشه المجاعة و تحوله الى مكونات مسلحة تتخندق داخل اطر صراع الساسة و حروبهم.

كنت اود ان يتحرك المجتمع بهذه الاعداد الغفيرة مدفوعا بقضاياه الملحة و معاناته الاليمة ومحكوما بعوامل ومعطيات تمكنه من استعادة زمام المبادرة و صنع خلاص لنفسه من دهاقنة الحرب جميعا و مشاريعهم الاقتتالية لصالح مشروع وطني يتمثل اهدافهم و يقضي على كل عوامل معاناتهم، اما ان يتحرك هذا المجتمع بكل تلك الاعداد مدفوعا برغبة جلاديه و مصالح المتحاربين، ضدا عن مصالحه فإن ذلك مؤشرا خطيرا يزيد من تعقيدات المشهد القائم.

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى